طب دايلي

أدوية الكوليسترول: دليل شامل

ما هو الكوليسترول؟

الكوليسترول هو مادة شمعية شبيهة بالدهون توجد في جميع خلايا الجسم. يحتاج جسمك إلى كمية معينة من الكوليسترول ليعمل بشكل صحيح. ولكن إذا كان لديك كمية زائدة منه في الدم، يمكن أن يلتصق بجدران الشرايين ويضيقها أو حتى يسدها. قد يجعلك هذا عرضة لأمراض الشرايين التاجية وأمراض القلب الأخرى.

يتم إنتاج الكوليسترول في الكبد. ينتقل الكوليسترول عبر الدم عن طريق بروتينات تسمى البروتينات الدهنية. إحدى تلك البروتينات الدهنية (LDL) يُعرف أحيانًا باسم “الكوليسترول السيئ”. يؤدي ارتفاع مستوى LDL إلى تراكم الكوليسترول في الشرايين. هناك نوع آخر يُعرف باسم HDL، يُطلق عليه أحيانًا “الكوليسترول النافع”. وينقل هذا النوع الكوليسترول من أجزاء الجسم إلى الكبد. ثم يقوم الكبد بإزالة الكوليسترول من الجسم.

ما هي أدوية الكوليسترول؟

إذا كنت تعاني من ارتفاع الكوليسترول، فإن يعض التغييرات في نمط الحياة يمكن أن تساعد في خفض مستويات الكوليسترول. ولكن في بعض الأحيان قد لا تكون هذه التغييرات كافية، وستحتاج إلى تناول أدوية الكوليسترول. ومع ذلك، يجب أن تستمر في الالتزام بتحسين نمط الحياة حتى إذا كنت تتناول الأدوية.

من يحتاج إلى أدوية الكوليسترول؟

قد يصف لك مقدم الرعاية الصحية أدوية الكوليسترول إذا:

  • كنت قد أصبت بنوبة قلبية أو سكتة دماغية من قبل، أو كنت تعاني من مرض الشرايين الطرفية
  • مستوى LDL (الكوليسترول السيئ) لديك 190 ملغم/ديسيلتر أو أكثر
  • عمرك بين 40 و75 عامًا، وتعاني من مرض السكري، ومستوى LDL لديك 70 ملغم/ديسيلتر أو أكثر
  • عمرك بين 40 و75 عامًا، ولديك خطر مرتفع للإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية، ومستوى LDL لديك 70 ملغم/ديسيلتر أو أكثر

ما هي أنواع أدوية الكوليسترول المختلفة؟

توجد عدة أنواع من الأدوية التي تخفض الكوليسترول، وتشمل:

  • الستاتين: تقلل كمية الكوليسترول التي ينتجها الكبد. كما تزيد من قدرة الكبد على إزالة LDL من الدم. تُعتبر الستاتينات الأدوية الأكثر شيوعًا في علاج ارتفاع الكوليسترول. وتشمل أدوية مثل أتورفاستاتين (Lipitor) ولوفاستاتين (Altoprev) وروسوفاستاتين (Crestor) وسيمفاستاتين (Zocor)
  • أدوية راتينات لربط أحماض المرارة: تمنع امتصاص الأحماض الصفراوية التي تهضم الدهون والزيوت في الجسم. ولكن لأن الجسم يحتاج إلى الأحماض الصفراوية، يرد الكبد على ذلك بأن يقوم بإنتاج المزيد منها، ويتم إنتاجها عن طريق تفكيك LDL، مما يساعد في خفض مستوى LDL في الدم. قد يصف لك الطبيب هذه الأدوية إذا كنت لا تستطيع تناول الستاتين أو إذا كان الستاتين وحده غير كافٍ لخفض الكوليسترول.
  • مثبطات امتصاص الكوليسترول: تمنع امتصاص الكوليسترول في الجسم. تُستخدم أيضًا إذا كنت لا تستطيع تناول الستاتينات أو إذا كانت الستاتينات وحدها غير كافية لخفض الكوليسترول.
  • حمض النيكوتينيك (النياسين): هو نوع من فيتامينات ب. يقلل كمية الدهون التي ينتجها الكبد، مما يخفض مستوى LDL والدهون الثلاثية. كما يزيد النياسين من مستوى HDL (الكوليسترول النافع). على الرغم من أنه يمكن شراء النياسين دون وصفة طبية، يجب استشارة مقدم الرعاية الصحية قبل تناوله لخفض الكوليسترول. الجرعات العالية من النياسين يمكن أن تسبب آثارًا جانبية خطيرة.
  • مثبطات PCSK9: وهي أدوية يتم حقنها تحت الجلد. تمنع بروتينًا يسمى PCSK9، مما يساعد الكبد على إزالة LDL من الدم. قد يصف لك الطبيب مثبط PCSK9 مع الستاتين إذا كنت معرضًا لخطر كبير للإصابة بمضاعفات مثل النوبات القلبية أو السكتة الدماغية، أو إذا كنت تعاني من فرط كوليسترول الدم العائلي (FH)، وهو اضطراب وراثي ينتج عنه مستويات عالية جدًا من الكوليسترول في الدم.
  • الفايبرات: وهي أدوية تخفض الدهون الثلاثية بطرق معقدة ومتنوعة، بما في ذلك تقليل كمية الدهون الثلاثية التي ينتجها الكبد. قد تساعد تلك الأدوية أيضًا في زيادة مستوى HDL وقد تخفض مستويات LDL قليلاً. إذا تم تناولها مع الستاتين، قد ينتج عن ذلك زيادة خطر الآثار الجانبية.
  • الأدوية المركبة: وهي تركيبات تحتوي على أكثر من نوع من أدوية خفض الكوليسترول. كما توجد أدوية مركبة يمكنها علاج ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول معًا.

توجد أيضًا أدوية أخرى للكوليسترول (مثل lomitapide وmipomersen) ولكنها مخصصة لمن يعانون من فرط كوليسترول الدم العائلي فقط.

كيف يحدد الطبيب أي دواء للكوليسترول يجب أن تأخذه؟

عند اتخاذ قرار بشأن الدواء الذي يجب أن تتناوله والجرعة التي تحتاجها، سيأخذ مقدم الرعاية الصحية بعين الاعتبار:

  • مستويات الكوليسترول لديك.
  • خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
  • عمرك.
  • أي مشاكل صحية أخرى تعاني منها.
  • الآثار الجانبية المحتملة للأدوية، فالجرعات العالية من الدواء تزيد من احتمالية حدوث الآثار الجانبية، خاصة على المدى البعيد.

يمكن أن تساعد الأدوية في السيطرة على الكوليسترول، لكنها لا تشفي ارتفاع الكوليسترول بشكل دائم. ستحتاج إلى الاستمرار في تناول الأدوية وإجراء فحوصات منتظمة للكوليسترول للتأكد من أن مستويات الكوليسترول لديك في النطاق الطبيعي.

المصادر

د/ محمد البلتاجي